حول المعنى الحقيقي لوصف القرآن للنبي بالأمي

مما لا شك فيه، أن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وصحبه) لم يتعلم ولم يتتلمذ على يد أحدا من البشر، ولم يطلع على الكتب، وهذا واضح فكل المؤرخين سواء كانوا مسلمين أم لا لم يذكروا شيئا من هذا القبيل في كل مراحل حياة الرسول قبل البعثة وبعدها.
والسؤال هل كان النبي يعلم القراءة والكتابة أم لا؟ وعلمه بها لا يعني أنه كان يقرأ كتبا أو يكتب كتبا، ومن المعلوم أنه، على الرغم من أن الكثير يعلم القراءة والكتابة وفي نفس الوقت لا يهتمون بقراءة الكتب ولا يقدرون على كتابة (تأليف) كتاب، في حين أن الرسول (صلى الله عليه وآله وصحبه) كان يستطيع كتابة الكتب بمعنى تأليف كتاب، وكذلك كان يقرأ بمعنى القدرة على استقراء نتائج، فقد قال صلى الله عليه وآله وصحبه يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام: ‏(هلمَّ أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده) صحيح مسلم، فهناك معاني مختلفة لوصف القرآن للنبي بالأمي أو للأمة بالأميين، فمعنى كلمة الأمي من القرآن اي ليس من أهل الكتاب، وقال القرطبي: الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان مؤمنا بالله عز وجل من حين نشأ إلى حين بلوغه على ما تقدم. وقيل: "ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان" أي كنت من قوم أميين لا يعرفون الكتاب ولا الإيمان، حتى تكون قد أخذت ما جئتهم به عمن كان يعلم ذلك منهم وهو كقوله تعالى: "وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون"، وقد ذكر النحاس: (أن الأمي نسب النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة أم القرى). وهذا هو موضوع البحث حول معنى وصف النبي بالأمي...



لا يليق بنا أن نتصور أنه من كمالات النبي سيد المرسلين أنه لا يعرف القراءة والكتابة!! وكما سيتضح من المعاجم أن تعريف "الأمي" بـ"الذي لا يقرأ ولا يكتب" تعريف لا أصل له في العربية. فلماذا ننسب الجاهل بالقراءة والكتابة إلى "أمه"، وحده دون الذي يقرأ ويكتب؟ ولماذا نربط الأم، دون الأب، بـ"عجمة اللسان والعي والجفاء"؟ ثم هل تليق هذه الصفات بمقام النبي محمد عليه الصلاة والسلام ومقام أمه، خصوصاً وقد اختاره الله واصطفاه؟!
فضلا عن أن كلمة الأمي ليس لها أصلاً عربياً، وأصلها هو كلمة جوييم "أمم" اليهودية التي تعني عندهم وثنيون وكفرة وبهائم وأنجاس...
ولكن كلمة الأمي والأميين المعربة والمذكورة بالقرآن –كما سيتبين- تعني غير اليهود والنصارى والذين لا يعلمون ما في كتبهم ككل وليس فقط الذين لا يعرفون الكتابة والقراءة وحدهم.
وعلاوة على ذلك روايات وأخبار نُقلت عن الصحابة تفيد –وبعضها يؤكد- أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب وقرأ بهذه المناسبة أو تلك.
وبهذا يتضح أن كونه صلى الله عليه وسلم "نبياً أمياً" تعنى أنه غير يهودي وغير نصراني، ولم يقرأ كتب اليهود والنصارى. وأضيف أنه ربما تكون نسبة لأم القرى "مكة".

والآن أحبتي الكرام أترككم مع هذا التلخيص والاقتباس للمراجع، مع بعض من الإضافات أو التعبيرات الشخصية.
وللعلم فالدكتور محمد عابد الجابري يؤكد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرأ ويكتب، أما الدكتور محمد شحرور يقول أنه صلى الله عليه وسلم لم يقرأ ولم يكتب بالمعنى العام وله تعريفات معنوية للقراءة والكتابة. ويتفق الاثنين في معنى لفظة الأمي. وما أراه أنه حقا لم يقرأ كتباً ولم يكتب كتباً ليس لعدم معرفته بالقراءة والكتابة ولكن لأن علمه علماً حقيقياً لَدُنياً ربانياً، فهو مدينة العلم وعلمه شديد القوى. والكتابة والقراءة ليست معضلة بالنسبة لسيد المرسلين وأشرف الخلق أجمعين.

(يمكنكم مشاهدة البحث بحجم الشاشة)

3 التعليقات:

Unknown يقول...

جزيت خيراً أخى الكريم وبارك الله لك ونفعنا وأياك بسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام .........

ألف شكر على المعلومة البسيطه المفيده الواضحه أخى أبو زهراء

أخوك : Emad Selim

سرحان يقول...

أهلا بك أخي الحبيب عماد
سعدت بتواجدك هنا وتشرفت بتعقيبك واتمنى لك زيارات ممتعة ومعلومات نافعة
مع خالص شكري وتقديري

ابو علي يقول...

جزاك الله خيرا على هذا التوضيح وتنزيه النبي صلى الله عليه وآله من النقص لأن عدم معرفة القراءة والكتابة نقص وجهل وحاشاه من النقص، حشرك الله مع النبي الأمي وآله

:)) ;)) :D ;) :p :(( :) :( :-o :-/ :| :-t b-( :-L x( =))

إرسال تعليق